
أنا ابنة المدينة ..
تعلمت المشي واعتدته عاى الأرضيات الصلبة مهما بدت وثيرة.. والجلوس على المقاعد المرتفعة وإن كانت حجرية ..
كوب الشاي يُعَدّ في دقيقتين ..
والقهوة تصنعها الآلة ..
والنار عُوِّضت بالكهرباء..
تسليتي تكمن مابين الأجهزة والكتب أو الخروج لأماكن يخدمنا بها العاملون فيها كجزء من مهمتهم.. فيما نحن منشغلون بالحديث والمشاركة …
المطر والجو الجميل في المدينة .. يشحذ بي رغبة للإستمتاع بالجمال عبر شُرْفَة ..
للخبز برفاهية .. والاستمتاع بالرائحة ودفء العائلة وحديث الأصدقاء .. وكوب زنجبيل..
المطر.. فرصة لمتابعة مسلسل عائلي فيما نتناول الرز بالعدس كوجبة دافئة ارتبطت بالمطر ..
المطر .. صوت ورائحة .. وسماء داكنة .. وبعض الفضول عبر النوافذ والابواب ..
انعكاس أضواء الشارع على الأراض المبتلة ..
الجو الجميل في المدينة .. فرصة لاجتماع الأصدقاء في أماكن بلا أسقف .. بمقاعد وثيرة .. وخدمات كاملة .. وسعادة..
جلسة شواء في ساحة منزل .. بكثير من التسهيلات .. والخدمات ..
المطر والجو الجميل لا يشحذ بي أي رغبة للصحراء .. أوحماسة لعقدة اشعال النار للفوز بإبريق شاي على الحطب .. يتطلب مني الكثير من التحدي لإبقاءه ثابتا على الأرض وآمنا عن الذباب ..
لا تعيدني تلك الرحلات لأي أصل ولايربطني بها ذكرى ولم أتعلم قبلاً المشي على أرضيتها التي تبتلع قدماي كلما لامستها .. وكأنها تعرف سلفاً أني لست من أهلها ..
أرض الصحراء لا تشبهني .. أنا لا أعود لشيء حين أخرج للصحراء .. أنا أخرج من النعيم والراحة .. والدفء .. إلى مشقة ليس لي بها ناقة ولا جمل …