كنت في اجتماع مع أمهات صديقات ابنتي بالمدرسة، حين قالت أحدى الأمهات .. ” أحس بتأنيب ضمير لأني ما جبت لبنتي مدرسة خصوصية “
في نفس الأسابيع الدراسية الأولى وصلتني عدد من الرسائل من صديقاتي وأقاربي يسألنني عن ما يمكن تقدميه لطفل الصف الأول الابتدائي بحكم سبقي في التجربة لطفلين.
فقررت أن أجعل التدوينة مرجعًا لأكثر الأسئلة والملاحظات حول الموضوع لكل أم تمر بالمرحلة لأول مرة. لا سيما وأن التعليم لم يعد كالسابق ودور المنزل في العملية التعليمية اختلف أيضًا.
ماهي الأمور التي يتطلب علي مراجعتها يوميا مع طفلي في الصف الأول الإبتدائي؟
حل الواجبات.
حفظ القرآن.
المراجعة اليوميه للآيات تسهل الحفظ تدريجيا لحين موعد الحصة القادمه، حتى وإن لم تكن المادة يومية في الجدول الدراسي. كما أنها تثبت الحفظ السابق. وإن أمكن الإعداد القبلي لها فسيكون أسهل وأفضل.
بعض المواد تحصيلها تراكمي وتتطلب التكرار قدر الإمكان للإتقان.
لا أملك الوقت الكافي للمتابعة اليومية مع طفلي، كيف يمكنني تقديم المساعدة له؟
بعض المواد لا تحتاج أكثر من مراجعة مرة في نهاية الأسبوع لمعرفة مستوى الطفل والوقوف على نقاط ضعفه فيها.
مادتي الرياضيات والعلوم
مراجعة أسبوعية قبل بداية الأسبوع للتأكد من أن الطفل مُلِم بمفاهيم الأسبوع السابق والتي عادة ما تكون مفهوم أو اثنين يتكرر طوال الأسبوع.
مادة الدراسات الإسلامية -ماعدا القرآن-
يكفي مراجعة ما سبق مرة أسبوعيًا.
كيف أحدد مستوى طفلي في المادة خلال المراجعة؟
أخذ عينة مما تم دراسته خلال الحصص، إن أجاب بشكل صحيح فذلك يعني أنه مُلِم بالمفهوم بطريقته ولا داعي للتدخل أو زيادة العبء عليه بتدريس اضافي.
إن لم يتقن الطفل يُشرح له، وإن تكرر الأمر فلابد من وضع خطه علاجية لقصور الطفل في المادة أو المهارة.
طفلي يرجع فاقدًا لكثير من المهارات التي شرحتها المعلمة بالصف، وحين أشرح له بالمنزل يستوعب سريعًا
هناك عدد من الأسباب..
قد يكون الطفل يعاني من ضعف بالنظر أو السمع .
من الأفضل التحقق من الأمر أولًا، لأن قصور بسيط في أحدهما يؤثر بشكل ملحوظ في أداء الطفل الدراسي. والحل غالبًا بسيط .
إحدى الأمهات لاحظت قصوراً واضحًا على سمع ابنتها.. وفي العيادة تبين أن أذن ابنتها مسدودة بالشمع وكل ما احتاجه الأمر هو موعد لتنظيف الأذن.
فحصت طفلي وكانت النتيجة سليم لكن لايزال هناك قصور واضح في أدائه .
يعاني بعض الأطفال من التشتت بشكل أكثر من أقرانهم، فيجدون صعوبة في التركيز عند أقل المشتتات. نسقي مع معلمته ليكون مكانه في الصف يساعده على التركيز.
اذا استمرت المشكلة فربما يعاني الطفل من صعوبات تعلم. استعيني بمختص للتشخيص ومعالجة الأمر.
مع العلم أن صعوبات التعلم ليس لها علاقة بالذكاء .. بل أن بعض الموهوبين لديهم صعوبات تعلم في بعض النواحي كالقرآءة .
طفلي يعود متقنًا لجميع المهارات ولديه استعداد للتعلم. هل أُحَضّر معه دروس اليوم التالي؟
لا، لعدة أسباب ..
أولا.. الإعداد القبلي في المنزل سيُشعِر الطفل بالملل خلال الدرس بسبب التكرار .
ثانيا.. تعتمد المعلمات عادة تدرجًا معينا في توصيل المفهوم وطرق شرح مختلفة -خصوصًا في مادة الرياضيات- هذا الاختلاف قد يعقد الأمر على الطفل.
المتابعة والجهد الإضافي -إن كان الطفل بحاجة له- يكون بعد الدرس وليس قبله. مالم يكن للمختص رأي غير ذلك في حالة صعوبات التعلم.
طفلي يحل المسائل بشكل صحيح لكن حين أطلب منه تفسير طريقتة في الحل لا يعرف!
الطفل في هذا العمر غير قادر على شرح طريقته في الوصول للنتيجة أو تفاصيل الحل. إجابته الصحيحة دليلٌ كاف.
مستوى طفلي جيد لكنه يُخفق أحيانًا في التقييم.كيف أعالج الأمر معه.
خبرات الطفل في مراحل دراسته تراكمية يبني من خلالها ثقته بنفسه في اتخاذ القرار وفي نظرته لمفهوم النجاح والفشل. التركيز على التحصيل الدراسي هو تضييق للمفهوم في نظر الطفل.. ومعيار مجحف في تقييمه لذاته.
مادام الطفل متقنًا للمهارة عارفًا بها فالتحصيل النهائي مجرد جزء من وضعه الفعلي ولفت انتباه لمراجعة الوضع والتحقق. خصوصًا في سنواته الدراسية الأولى التي لا تؤثر على شيء. فكم من طفل اجتاز المرحلة بتقييم عالٍ وهو في الواقع غير متقن لمهارة أساسية كالإملاء أو القرآءة!
على الطفل أن يكون مرتاحًا مع وضعه في التعلم وأن نتقبل نتيجته، فربما انتابه بعض من القلق وقت التقييم أو لم يفهم المطلوب منه جيدًا أو سهى لأنها تجربته الأولى. الأفضل أن يُسأل أولًا بشكل حيادي عن سبب عدم تحقيقه المطلوب و يُلفت نظره إلى المهارة التي أخفق بها ويُنَبَّه إلى ضرورة العمل عليها لتحسين النتيجة بشكل لا يزرع القلق.
مثلاً إن أخفق بسبب سوء الخط يُنبه إلى الإهتمام بخطه، وإن كان السبب استعجاله ينبه إلى أن النقص كان بسبب الإستعجال بالرغم من اتقانه.
لا أحكام ولا تأنيب حتى لا ننشئ طفل متردد خائف.
ابني عمران يكره الكتابه لأنه يرى أنها تحبسه و تستهلك طاقته وجهده فيما يمكن أن يُعبر عنه شفهيًا حتى أننا كنا نقضي ٤ساعات أحيانًا لكتابة سطر واحد.. كلها تذهب في الاعتراض!
وتعتمد مدرسته الإختبارات التحريرية منذ الصف الأول الابتدائي… وضحت له مرارًا أن من يصحح الإختبار مسؤول عن مافي الورقة وليس عن ما يعرفه الطالب.. فاكتب ما تعرف.
خسر مرةً ٦ درجات بسبب عدم الإلتزام بقواعد الكتابة، لم يقلقني الأمر لأني متأكدة مسبقًا بأنه يجيد الإلتزام بالسطر وكتابة الحروف بشكل صحيح –حيث أن عدم القدرة على الكتابة على السطر تكون أحيانًا دلالة على مشكلة تخص التعلم– و أعرف أن صبره القليل على الكتابة في الإختبار قد نفذ.
أعلمته بالأمر وتركت له القرار.
ولا تعنيني ملاحظات معلمته المستمرة حول خطه دائما. مع محاولاتي المستمرة بالقدر الذي لا يحول الأمر إلى عقدة الكتابة.
وكلما يكبر يقل اعتراضه ويُقبل على الأمر بشكل أفضل..ولا يزال يكرهها لكنه يفعل أفضل مما سبق .
الطفل الموهوب قد يكون تحصيله الدراسي أقل من أقرانه أحيانا بسبب نمطية التعليم والمواد. وللموهبة اختبارات ومقاييس لا يدخل من ضمنها تقييمه المدرسي.فاهتمي بقدراته الحقيقية.
متى أستعين بالتدريس الخصوصي المنزلي؟
إذا كان الطفل يعاني من صعوبات تعلم، يفضل الاستعانة بمختص لمتابعته وتطوير أدائه وفق خطة محددة وواضحة. أو في حالة صعوبة متابعة أداء الطفل الأسبوعي على الأقل بالمنزل.
كيف أحقق الإستفادة من المعلم الخصوصي المنزلي، ولا يصبح طفلي معتمدًا عليه بالكلية؟
بعد تحديد المهارات الضعيفة لدى الطفل، تُوضح للمعلم الخصوصي ويطلب منه تقويتة في المهارات وتناقش خطته. والتأكيد على أن دوره ليس لحل واجبات الطفل فقط. ومتابعة الأمر للتحقق ما إذا كان الطفل يحقق تقدمًا دراسيًا.
وقتي محدود جدًا مع طفلي ، وأفضل أن أقضيه معه بشكل أفضل من الدراسه هل أستعين بمعلم خصوصي حتى أحافظ على علاقتي بطفلي ؟
متوسط الوقت للمراجعة اليومية الفعلية للدروس في الوضع الطبيعي للطفل ياخذ ساعة أو أقل أحيانًا، من بداية فتح الدروس لحين ترتيب الشنطة وإغلاقها.
يمكن أن يتخلل هذا الوقت الكثير من القصص عن المدرسة وما حصل خلال اليوم الدراسي.
في الوضع الطبيعي لا شئ يدعو للقلق بشأن العلاقة مع الطفل وقت تدريسه.
لدى طفلي متسع من الوقت بعد العودة من المدرسة، و أود أن يستفيد من وقته بتعلم شيئ جديد.
يمكنك إلحاق طفلك بنشاط رياضي بعد المدرسة.
أو أن يعوّد على القرآءة ..
أو حفظ سورٍ إضافية من القرآن..
أو برامج تطوير مهارات في البرمجة أو غيرها.
اعرضي على طفلك نواحٍ متعددة من المعرفة فربما يجد نفسه في أحد منها ، ولذلك أثر بالغ في شخصيته وصحته.
حسابات أخرى مفيدة للصف الأول الإبتدائي -للمعلم أو الأم
يطرح الأستاذ محمد عقبه في حسابه على تويتر moqba1@ مجموعة من المهارات و الكلمات الأساسية والأكثر استخدامًا في اللغة، اتقان الطفل قرآءتها وإملاءها يطور مستواه في جميع مهارات اللغة العربية .. حساب ثري ومفيد ومرجع رائع ويتميز بسهولة عرض المرفقات وتنفيذها بدون تكلفة إضافية أو وقت .
حساب تليقرام للأستاذ يوسف الفهاد حساب منوع فيه الكثير من المرفقات لكل ما يطور الطفل في مادة لغتي للصف الأول الابتدائي
وأخيرا .. عزيزتي الأم .. أنت الآن في مرحلة جديدة من حياة طفلك الدراسية.. وشعورك بالتقصير وارد .. لكنه شعور طبيعي ومادام طفلك قادرًا على أداء واجباته بأقل مساعدة فهو في وضع جيد.
وأقصد بالمساعدة هو اتقانه للمهارات الأكاديمية.
أما الإنضباط وإدارة الوقت فتحتاج إلى تعويد بالإلتزام برتم ثابت، ربما تكون له تدوينة مفصلة لو أردتم .
تمنياتي لأطفالكم التوفيق والنجاح.